لم يعد الذكاء الاصطناعي خيارًا مستقبليًا، بل أصبح واقعًا يفرض نفسه على كل القطاعات، وعلى رأسها التعليم. وبينما تسارع بعض الدول إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المناهج والصفوف الدراسية، ما زالت منطقتنا العربية تخطو خطوات مترددة نحو هذا التحول. فإلى أين يتجه التعليم فعلًا في عصر الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي قادر على إعادة تشكيل العملية التعليمية في جوانب متعددة. فهو يفتح الباب أمام التعلم المخصص، حيث يحصل كل طالب على تجربة تعليمية تناسب احتياجاته، بدلًا من الاعتماد على نموذج واحد للجميع. كما أنه يخفف عن كاهل المعلم الأعباء الروتينية مثل التصحيح وإعداد الخطط الأولية، ليمنحه وقتًا أكبر للتركيز على دوره الأهم: الإرشاد والإلهام.
إلى جانب ذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي آليات تقييم ذكية تستطيع متابعة أداء الطالب لحظة بلحظة وتقديم ملاحظات دقيقة تساعد على التدخل المبكر قبل تفاقم المشكلات. كما يتيح للطلاب تجارب تعليمية غامرة عبر الواقع الافتراضي والمعزز، فيعيشون التجربة بدلًا من الاكتفاء بقراءتها. الأهم من ذلك كله، أن الذكاء الاصطناعي يمكّن الطلاب من تنمية مهارات المستقبل: التفكير النقدي، حل المشكلات، والإبداع.
بينما ما زلنا نتساءل عن إمكانية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم، أعلنت عدة دول عن خطوات عملية جادة:
● الإمارات ستبدأ من العام الدراسي 2025–2026 بتدريس الذكاء الاصطناعي من الروضة وحتى الصف 12، مع محتوى يشمل الأخلاقيات والتطبيقات العملية.
● الهند أطلقت مبادرة SOAR لطلاب الصفوف 6–12، متضمنة وحدات تعليمية مدتها 15 ساعة عن الذكاء الاصطناعي وتدريبًا خاصًا للمعلمين.
● الصين جعلت دراسة الذكاء الاصطناعي إلزامية بدءًا من المرحلة الابتدائية، بواقع 8 ساعات سنويًا في جميع المراحل.
● إستونيا تستهدف تدريب 58,000 طالب و5,000 معلم بحلول 2027 ضمن برنامج وطني للذكاء الاصطناعي.
● أما في الولايات المتحدة، فقد أطلقت الحكومة بالتعاون مع شركات كبرى مثل Google وMicrosoft برامج لتدريب ملايين الطلاب والمعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
هذه المبادرات العالمية تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية، بل جزءًا لا يتجزأ من الخطط الوطنية للتعليم.
نجاح أي تحول تعليمي قائم على الذكاء الاصطناعي يبدأ من الاستثمار في الطلاب والمعلمين معًا. الطلاب يحتاجون إلى محتوى وتجارب تعلّم تعزز فضولهم وتبني مهاراتهم للمستقبل، بينما يحتاج المعلمون إلى تدريب مهني مستمر يمنحهم الثقة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية. فقد أظهرت الدراسات أن أغلب الطلاب والمعلمين حول العالم يرون أن الذكاء الاصطناعي عنصر أساسي في نجاح العملية التعليمية، لكن هذه القناعة وحدها لا تكفي ما لم تتحول إلى برامج واضحة للتدريب والتمكين.
في ظل هذا التحول، لم يعد المعلم ناقلًا للمعرفة فحسب، بل أصبح مصممًا للتجارب التعليمية ومرشدًا في رحلة الطالب. دوره اليوم هو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفاعل مع الطلاب، ومراقبة الاستخدام المسؤول للتقنيات، وضمان أن تبقى القيم الإنسانية في صميم العملية التعليمية. إننا أمام دور جديد للمعلم، يجمع بين التكنولوجيا والبعد الإنساني، ويتطلب دعمًا مستمرًا لبناء قدراته.
في ZAKA، نؤمن أن منطقتنا قادرة على أن تلحق بهذا التحول إذا استثمرت في الأجيال والمعلمين معًا. من هنا جاء برنامجنا SEEDS، الذي يهيئ الطلاب من الصف الرابع حتى المرحلة الثانوية لفهم الذكاء الاصطناعي واستعماله بطرق عملية وممتعة. ولأننا نؤمن بأن التغيير يبدأ من المعلم، أطلقنا شهادة ZAKA Certified AI Educator لتمكين المعلمين من دمج الذكاء الاصطناعي في صفوفهم الدراسية بثقة وكفاءة.
يمكنك إتمام التدريب والحصول على الشهادة مجانًا عبر الرابط: ZAKA Certified AI Educator